X

تابعونا على فيسبوك

صحيفة بلجيكية: الجزائر عامل زعزعة لإستقرار المنطقة

12:43
صحيفة بلجيكية: الجزائر عامل زعزعة لإستقرار المنطقة

أكدت صحيفة "دي تايد" الفلمنكية البلجيكية، أن الجزائر، العالقة في دوامة من القمع والعداء، تمثل عامل زعزعة للإستقرار قد يُهدّد الأمن والمصالح الإقتصادية لأوروبا.

وقالت "دي تايد": على مقربة من أوروبا، هناك أزمة تتشكل، مهددةً ليس فقط استقرار شمال أفريقيا، ولكن أيضًا أمننا. فالجزائر، البلد الأسير لماضيه، تجرّ منطقة بأكملها إلى دوامة من الصراعات الجيوسياسية والصعوبات الإقتصادية. إن أوروبا لديها مشكلة مع الجزائر. مشيرة إلى أن الجزائر محاصرة في دوامة من الفكر العدائي والقمع. فبينما تؤجج المناورات العسكرية الخطرة والتوترات على الحدود، تعزز وسائل الإعلام الرسمية الخطاب المعادي للمغرب. أما الأصوات الناقدة، فإما تُكمّم أو تُتهم بالتواطؤ مع أعداء في الخارج.

وأضافت الصحيفة البلجيكية، على الصعيد الداخلي، تواجه الجزائر تحديات كبيرة. إذ يعتمد اقتصادها بشكل كبير على تصدير المحروقات، مما يجعلها عرضة بشكل خاص لتقلبات أسعار النفط والغاز. ومع تجاوز معدل البطالة بين الشباب 30 في المائة، وهو أحد أعلى المعدلات في المنطقة، يتزايد السخط والغضب. ونتيجة لذلك، يهاجر العديد من الشباب، الذين لا يجدون فرصا للشغل،  إلى أوروبا أو ينضمون إلى حركات احتجاجية تطالب بتغيير النظام. وفي المقابل، يعزز النظام قبضته من خلال القمع والمراقبة، بالإضافة إلى سجن وتعذيب النشطاء والصحافيين.

وتابعت أن القمع لا يطال الشباب فقط، بل يشمل أيضاً منتقدين بارزين مثل "بوعلام صنصال"، الكاتب الفرنسي الجزائري البالغ من العمر 75 عاماً، والذي لا يخشى قول الحقيقة. إن اعتقاله مؤخراً في الجزائر العاصمة يوضح كيف أن نظاماً ينشر الخوف يسجن ليس فقط الكُتّاب، بل الأمل أيضاً. وأوضحت أن صنصال، المعروف بانتقاده للنظام ومعارضته للتطرف الإسلامي، وُجهت إليه تهمة "المساس بالوحدة الوطنية"، وهي تهمة قد تؤدي إلى السجن مدى الحياة في الجزائر، وذلك بعد تصريحاته المثيرة للجدل حول الحدود التاريخية بين الجزائر والمغرب. إذ أكد أن أجزاءً من المغرب ضُمّت إلى الجزائر من قبل فرنسا خلال الفترة الإستعمارية، وقد رأت السلطات الجزائرية في هذه التصريحات استفزازاً، لا سيما في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين.

وأوردت الصحيفة ذاتها، أن النظام الجزائري لا يزرع الخوف فحسب، بل يُعطّل أيضاً التعاون الإقليمي. فإغلاق الحدود يحدّ من التجارة والتنمية الإقتصادية، بينما تُهدر موارد كبيرة في سباق تسلح لا طائل منه. وبينما يتموضع المغرب كشريك مستقر للغرب، تُبقي الجزائر حدودها مغلقة، وتهدر طاقتها في العداء، وتُفشل فرص التعاون. واعتبرت أن التعاون بين الجزائر والمغرب وتونس ضروري لضمان الإستقرار والإزدهار في المنطقة. كما أن إنشاء منطقة تجارة حرة من شأنه تحسين الظروف المعيشية، والحد بشكل كبير من الهجرة غير النظامية إلى أوروبا، وتعزيز الاستقرار في شمال أفريقيا.

وخلصت إلى أن أوروبا تواجه خياراً واضحاً إما أن تواصل غض الطرف عن الأزمة الجزائرية وتداعياتها، أو أن تتبنى نهجاً دبلوماسياً أكثر حزماً يسهم في استقرار المنطقة. فالإستقرار السياسي والإقتصادي في شمال أفريقيا ليس مجرد شأن إقليمي، بل هو عنصر أساسي في أمن أوروبا وازدهارها.


إقــــرأ المزيد