محلل سياسي: الموقف الألماني سيفرض على إسبانيا تطوير علاقتها مع المغرب بشكل إيجابي
يرى المحلل السياسي "تاج الدين الحسيني"، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن رسالة الرئيس الألماني جاءت لتؤكد التطور الإيجابي الذي تعرفه العلاقات المغربية - الألمانية، تطور بدأ مع بيان نشر على الواجهة الرسمية للحكومة الألمانية، والذي أشارت فيه إلى أهمية العلاقات مع المغرب، وأنه شريك أساسي وهمزة وصل بين أوروبا وأفريقيا اقتصاديا، سياسيا، وثقافيا.
وقال "تاج الدين الحسيني"، إن بيان الحكومة الألمانية ردت عليه الخارجية المغربية في حينه، حيث أكدت هذه الأخيرة في بيان لها على الرغبة الصادقة للمغرب في أن تعود المياه إلى مجاريها، معربة عن أملها في أن تقترن هذه التصريحات بالأفعال بما يعكس روحا جديدة ويعطي انطلاقة جديدة للعلاقة تقوم على أساس الوضوح، الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة. مضيفا "في اعتقادي أن بيان الخارجية المغربية هو الذي أسس لهذا التطور الإيجابي في العلاقات بين الرباط وبرلين، خاصة في ظل الحكومة الألمانية الجديدة".
واعتبر المحلل السياسي، أن دعوة جلالة الملك محمد السادس للقيام بزيارة دولة إلى ألمانيا تكتسي أهمية كبيرة، فزيارة دولة هي أعلى نموذج للزيارات المتبادلة بين رؤساء الدول في المصطلحات الدبلوماسية، بالتالي فهي تعني التوصل إلى عدة توافقات، وأعتقد أنها ستكون فرصة مهمة لإعادة المياه إلى مجاريها. مبرزا أنه في ظل الحكومة الألمانية الجديدة، وبعد الإشارات القوية التي تضمنتها رسالة الرئيس الألماني، أعتقد أن العلاقات المغربية الألمانية ستكون أفضل مما كانت عليه في الماضي، لأن جميع الآفاق مفتوحة لهذا التطور في جميع المجالات، فألمانيا كانت هي المبادرة إلى التفكير في نقل الكهرباء إلى أوروبا عن طريق منصات الطاقة الشمسية في الصحراء، وهي تتأسف لكون بريطانيا كانت سباقة لتوقيع اتفاقيات مع المغرب بهذا الخصوص، بالتالي فإن عودة الدفء الى العلاقات بين الرباط وبرلين سيعيد المشاريع الألمانية في هذا المجال إلى الواجهة، مع مشاريع أخرى أكثر أهمية كصناعة السيارات الكهربائية.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن تطور العلاقات بين المغرب وألمانيا سيفرض أيضا على جميع بلدان الإتحاد الأوروبي، فألمانيا دولة محورية في أوروبا ودولة قوية، فهي التي تقدم أكبر عدد من المساعدات سواء للدول الأوروبية التقليدية أو البلدان التي انضمت إلى الإتحاد بعد تفكك الإمبراطورية الشيوعية، وهذا الوضع سيفرض على إسبانيا تطوير علاقتها مع المغرب بشكل إيجابي، خاصة أنها هي المستفيد الأول من اتفاقيات الصيد البحري، ومن اتفاقيات تقنين الهجرة غير الشرعية، وحتى فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، وكل استمرار للتوتر ستكون فيه خسارة لإسبانيا.
وكان "فرانك فالتر شتاينماير"، رئيس جمهورية ألمانيا الإتحادية، قد وجه رسالة إلى الملك محمد السادس، بمناسبة السنة الجديدة، عبر فيها عن دعم ألمانيا المستمر والقوي للتطور الرائع للمغرب. مؤكدا أن بلاده "تعتبر مخطط الحكم الذاتي، الذي قدم في سنة 2007 بمثابة جهود جادة، وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل إلى اتفاق" لهذا النزاع الإقليمي.
وتعيش العلاقات المغربية - الإسبانية منذ ماي 2021، على وقع أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بسبب استقبال مدريد لزعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي للعلاج من فيروس "كورونا". فيما لاحت مؤخرا بوادر التقارب بين البلدين وتصريحات تبشر ببداية تجاوز تلك الأزمة.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- الأمس 22:58 اعتقال أوزال الرئيس الأسبق للرجاء وإيداعه سجن عكاشة
- الأمس 22:38 الوزيرة الأولى بجمهورية الكونغو الديموقراطية تدعو إلى تعزيز العلاقات بين بلادها والمغرب
- الأمس 22:15 المغرب يعتمد الذكاء الاصطناعي لتحسين صيانة الطرق وحماية الملك العام
- الأمس 21:45 تغازوت تحتضن الدورة الـ16 لكأس التحدي لإفريقيا "آل أفريكا"
- الأمس 21:30 الوداد الرياضي يطوي صفحة خلاف موكوينا والشاذلي
- الأمس 21:28 عصبة الأبطال..الجيش الملكي يقسو على الرجاء البيضاوي بثنائية نظيفة
- الأمس 21:21 الناظور ومراكش.. حجز حيوانات برية مهددة بالانقراض