هذه أهم المحطات التي مر بها أطباء الغد في أزمتهم
جلال الطويل
لازال ملف أطباء وصيادلة الغد، يعرف مزيدا من التعقيد، فبعد مقاطعتهم للامتحانات الاستدراكية للفصل الأول التي انطلقت الخميس الماضي، يستمر الغموض والمصير المجهول الذي يتهدد ملفهم ويزيد من أزمتهم التي تخطت شهرها العاشر؛ حيث يشتكي عدد من الطلبة المضربين خلال الأيام الأخيرة من إشهار الكليات “سلاح السكن الجامعي” في وجوههم “برفضها” تسليمهم شواهد التسجيل الجامعي اللازمة للاستفادة من هذا السكن.
وإذا ما رجعنا لتاريخ نشوب أزمة طلبة الطب والصيدلة بالمغرب، والتي فجرتها قرارات عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فيمكن أن نجمل ما مروا به في خمس محطات، ميزت مسار الصراع الذي عمر لعشرة أشهر دون وجود حل يرضي جميع الاطراف.
المحطة الأولى: قرارات أحادية للوزير ميراوي بتخفيض سنوات التكوين ( من 7 سنوات إلى 6)
يرى العديد من المتتبعين لقضية طلبة الطب والصيدلة بالمغرب، بأن قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، كان سببا في نشوب الأزمة التي تعرفها كليات الطب والصيدلة منذ عشرة أشهر، حيث أكد في إحدى تصريحاته بداية سنة 2022، بأن تحقيق التغطية الصحية الشاملة يتطلب توفر عدد كبير من الأطباء والممرضين، مشدداً على أنه من أجل تنفيذ الخطة الجديدة لضمان تحقيق الأهداف المستهدفة، يجب اعتماد فترة دراسية تبلغ ست سنوات لدراسة الطب بدلاً من سبع سنوات.
وما زاد الطين بلة، هو أن المسؤول الحكومي، كشف أنه تم التواصل مع عمداء المؤسسات لتنسيق تفاصيل تنفيذ هذا التغيير، مُوضحاً أن هذه الإجراءات ضرورية من حيث الأعداد الكافية للأساتذة والبنايات لضمان نجاح هذه الخطوة، حيث اتخذ هذا القرار دون الرجوع إلى ممثلي الطلبة أو أخذ رأيهم أو إشراكهم في هذا القرار المصيري.
المحطة الثانية: انتفاض الطلبة في وجه ميراوي
لم ينزل قرار ميراوي، بردا وسلاما على الطلبة، إذ رأوا أن هذا القرار خرق صريح للفقرة 11 من نص الاتفاق بين وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر والتنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان لسنة 2015، والذي يقر بإشراك التنسيقية الوطنية لطلبة الطب في جميع ورشات الإصلاح التي تهم طلبة الطب وطب الأسنان بالمغرب.
وفي سياق سياسة الضبابية والعشوائية التي رأى طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، أنها تهدف إلى إنتاج أطباء "أرقام" لا أطباء أكفاء، بسبب اكتظاظ في المدرجات الدراسية و مراكز التدريب الإستشفائية، بدأوا بجل ربوع المملكة ممارسة حقهم المشروع في الاحتجاج.
المحطة الثالثة: حتجاجات محلية تخللتها إنزالات وطنية
عقب القرارات التي اتخذها الوزير ميراوي، اندلعت الحركة الاحتجاجية بأشكال محلية على مستوى كل كلية على حدة، حيث تضمنت إضرابات وطنية شملت الدروس النظرية والتطبيقية والتدريبات الاستشفائية، مع إستثناء المداومات النهارية والليلية ومهام الإنعاش لأيام متفرقة من بداية الموسم الدراسي 2022 - 2023. مع تحميل كل من وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والصحة والحماية الاجتماعية، كامل المسؤولية بسبب عدم تحقيقهما لوعودهما وتحسين ظروف التحصيل العلمي لأطباء الغد.
وعقب هذه الاحتجاجات المحلية والإضرابات الوطنية، دعت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلية بالمغرب، إلى تنظيم إنزال وطني، عن طريق وقفة وطنية احتجاجية أمام قبة البرلمان بالرباط، يوم الخميس 07 دجنبر 2023، مُرفقا بإضراب وطني شامل عن الدروس النظرية والتطبيقية والتداريب الاستشفائية والمداومات الليلية والنهارية يومي الخميس والجمعة 07 و08 دجنبر 2023.
ويذكر أنه بعد الإنزال الوطني الأول الذي كان حسب طلبة الطب والصيدلة، ناجحا فإنه توالت الإنزالات، حيث بلغت أربعة إنزالات وطنية امام قبة الرلمان من اجل التعريف بقضيتهم، وحث كل المتدخلين على التعامل مع هذا الملف مع أجل إيجاد حل يرضي كل الأطراف.
المحطة الرابعة: رد فعل الوزارة بحل مكاتب الطلبة ومنع أنشطتها وتوقيف ممثلي الطلبة
كرد فعل على احتجاجات الطلبة، قررت عميدة كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء أنه ابتداء من 19 مارس 2024 تُحل جميع مكاتب الطلبة بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، وتحظر جميع أنشطة المكاتب سالفة الذكر، وأسند تنفيذ هذا المقرر إلى إدارة كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، وصدر مقرر مماثل عن رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط بالنيابة بحل نوادي الطلبة بكلية الطب والصيدلة BDEM وCEP وبحظر جميع أنشطتها داخل الجامعة.
وبعد قرار حل المكاتب، بدأ سباق التوقيفات، إذ وزعت أزيد من 30 سنة متفرقة ومتنوعة بين توقيف وطرد على عدد من ممثلي الطلبة، ونالت كلية الطب التابعة لجامعة الحسن الأول بوجدة الصدارة بحصيلة 8 طلاب أُصدرت في حقهم قرارت توقيف لمدة موسمين جامعيين من مجمل كليات الجامعة، وإقصاء طالب من كلية الطب بوجدة إقصاء نهائيا مصحوب بتوقيف لمدة موسمين جامعيين. ولم تتخلف كلية الطب بالرباط عن الركب؛ إذ انضمت لسباق التوقيفات بما مجموعهُ لحد الساعة ثلاثة طلاب تم توقيفهم لمدة عامين.كان ذلك بناءً على نتائج المجلس التأديبي المنعقد بتاريخ 21 مارس 2024. فيما قررت كلية الطب بطنجة إقصاء طالبين من المؤسسة مع منعهما من التسجيل لموسمين جامعيين. كما دخلت كلية الطب ببني ملال السباق بقوة بعد إعلانها عن طرد طالب بصفة نهائية من الكلية مع توقيفه مدى الحياة من التسجيل في كل كليات الجامعة.
المحطة الخامسة: إقحام أولياء الطلبة، جهود برلمانية لحلحلة الأزمة، مقاطعة الامتحانات الاستدراكية، ولقاء وسيط المملكة
كانت مجموعة من كليات الطب والصيدلة بالمغرب قد عقدت اجتماعات ضمت كافة أولياء الطلبة بمقر الكليات، وذلك لإنشاء مجموعة عمل تشكل طرفا ثالثا بين الطلبة والإدارة بهدف الوصول إلى حلول لأزمة مقاطعة الطلبة للدروس والامتحانات المستمرة منذ أشهر، وهذا ما استنكره الطلبة واعتبروها خطوة للي أيديهم وثنيهم عن مواصلة نضالهم من أجل تكوين جيد.
وكانت فرق الأغلبية والمعارضة، قد عقدت اجتماعا مع ممثلي طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، لمناقشة الأزمة الأخيرة التي تشهدها هذه المؤسسات، والتي باتت تشغل الرأي العام المغربي منذ فترة طويلة، حيث عزمت على إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.
أما فيما يخص مقاطعة الامتحانات، فقد أكد أحد أعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، في تصريحات صحافية أن نسبة المقاطعة بكلية الرباط فاقت 94 في المئة، وفي باقي الكليات لا تقل عن 90 في المائة، وهي "بالنسبة إلينا نتيجة طبيعية وحتمية، لأن المطالب المشروعة والعادلة التي حملت طلبة الطب والصيدلة على مقاطعة المحطات السابقة ما تزال عالقة”.
وفي إطار التصعيد السلمي وطرق باب المؤسسات الدستورية، عقد محمد بنعليلو، وسيط المملكة، لقاء مع ممثلي طلبة كليات الطب والصيدلة، وذلك تزامنا مع مقاطعتهم امتحانات الدورة الاستدراكية للفصل الأول، بنسبة 95 في المائة، حيث أكد مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، أن وسيط المملكة عبر للطلبة عزمه القيام بوساطة بين الطلبة المقاطعين للدراسة والامتحانات وبين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. مشددا على أن مجريات هذا اللقاء تركزت على بسط سبل عقد لقاء بين الطلبة والوزارة في الأيام المقبلة، مع مراعاة السهر على تحقيق مبادئ الإنصاف، من أجل التوصل لحل لهذا الملف.
وجدير بالذكر أن ازمة طلبة الطب والصيدلة التي عمرت لشهور ولم تجد طريقها بعد إلى الحل، م شأنها ان تؤثر على ورش التغطية الصحية والأوراش المصاحبة له التي اطلقها الملك محمد السادس نصره الله.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 11:06 نقابة تُندّد بتدخل الأمن لوقف اعتصام مربية بالتعليم الأولي
- 11:00 بورصة الدار البيضاء تفتتح تدوالاتها على وقع الأخضر
- 10:46 أكادير تسجل إقبالا استثنائيا في عدد الزوار
- 10:20 مناهضو التطبيع يحتحون بالرباط تضامنا مع نساء فلسطين ولبنان
- 10:02 البيضاء تحتضن معرض الطاقات المتجددة
- 09:47 الأزمة الليبية.. تأكيد أفريقي على أهمية مسلسلي الصخيرات وبوزنيقة
- 09:27 أسعار صرف أهم العملات الأجنبية ليوم الإثنين