وصفه بـ"اللؤلؤة السمراء".. "الفيفا" يحيي ذكرى وفاة الأسطورة المغربية "العربي بن مبارك"

توفى اللاعب المغربي الأصل "العربي بن مبارك"، في مثل هذا اليوم من سنة 1992، وأحيا الإتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) الذكرى الـ من27 وفاة الأسطورة المغربية.

ونشرت الصفحة الرسمية للاتحاد الدولى لكرة القدم، على موقع التواصل الاجتماعى Twitter: "في مثل اليوم عام 1992، توفي المغربي الأصل العربي بن مبارك في منزله بالدار البيضاء بعمر 75 سنة".

وأضافت صفحة الـFIFA: "أول عربي يحترف بأوروبا وكان يلقب باللؤلؤة السمراء باعتباره أيضا أول نجم أفريقي. لعب لمرسيليا وفاز مع أتليتكو مدريد بالدوري الأسباني، وبعد وفاته منحه فيفا وسام الإستحقاق تكريما لمسيرته".

للإشارة فقط، ف"العربي بن مبارك" واحد من أشهر لاعبي كرة القدم في تاريخ المغرب وأفريقيا وأوروبا، وكان يعد في ثلاثينيات القرن الماضي من نجوم الصف الأول في فرنسا وإسبانيا، حمل لقب "الجوهرة السوداء".

تحتفظ به الذاكرة الرياضية العالمية كمهاجم قوي وسريع وذي مهارات فنية عالية، فضلا عن موهبته في تسجيل الأهداف، صنع أمجاد نوادٍ كثيرة من قبيل أتليتيكو مدريد وأولمبيك مارسيليا ونادي فرنسا.

ولد العربي بن مبارك يوم 16 يونيو 1917 بمدينة الدار البيضاء. نشأ يتيما حيث تعهدته جدته، وعاش طفولته بحي شعبي في وضع اقتصادي متواضع اضطره مبكرا إلى تعاطي بعض الأعمال البسيطة لمساعدة الأسرة، حيث كان مستخدما لدى محل للنجارة.

شغف الطفل بن مبارك بممارسة لعب كرة القدم في المساحات الفارغة التي كانت توجد بمختلف أحياء الدار البيضاء، المدينة التي كانت تتوسع في ظل نظام الاحتلال الفرنسي. فقد كانت ملاعب هذه الأحياء بمثابة مدارس التكوين التي تخرج فيها نجوم الكرة المغربية، في غياب بنيات رياضية احترافية.

وقد دفعه الولع بالساحرة المستديرة من جهة وصعوبة الوضع الاقتصادي من جهة أخرى إلى مغادرة المدرسة "مبكرا" دون أن يجتاز المرحلة الابتدائية، رغم حرص جدته على ثنيه عن هوايته. وكان بالموازاة مع ذلك يمارس أيضا رياضة الملاكمة.
وعبر مسيرته اللامعة -التي جعلته حسب المؤرخين الرياضيين أول لاعب أفريقي يعيش مجد النجومية- فاز العربي بن مبارك بلقب الدوري الإسباني مع أتليتيكو مدريد في موسمي 1951/1950.

وحاز كأس إسبانيا الممتازة عام 1951، ونال بطولة شمال أفريقيا مع الاتحاد الرياضي المغربي سنوات 1937 و1940 و1941 و1942 و1943.

وفي فبراير 1990، وشح الراحل من طرف الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم بوسام الاستحقاق تقديرا لمساره الرياضي المتميز، وخصص له نادي مرسيليا تكريما بعد وفاته.

وتكريما لذكراه، قدم المخرج المغربي إدريس المريني فيلما سينمائيا حول سيرته بعنوان "العربي".

وبعد سنوات من المجد الرياضي، دخل العربي بن مبارك طور النسيان في سنينه الأخيرة التي أمضاها في وحدة وعزلة، وعانى الكثير إثر وفاة زوجته الفرنسية "لويز" التي تنحدر من أسرة فرنسية من النبلاء، وكانت قد اعتنقت الإسلام وحملت اسم "مليكة".

وفي 16 شتنبر 1992، عُثر على العربي بن مبارك ميتا في بيته فتبين أنه فارق الحياة قبل ثلاثة أيام وحيدا.