X

تابعونا على فيسبوك

العيطة المغربية فن يبجل حب الحياة

الأربعاء 15 أبريل 2020 - 11:43
العيطة المغربية فن يبجل حب الحياة

 بشراكة مع insecret.ma

فن العيطة هو تراث ثقافي وتاريخي خضع لتغيرات على مر السنين،  في الأصل العيطة هي دعوة حاشدة ، وهي مرتبطة بالدموع والأفراح ، هذه الموسيقى التي نشأت في مجال قبائل عبدة و دكالة وشاوية وفقا للأعياد وظروف الحياة، إن ممارسة العيطة في المغرب هي عادة أجداد أعطت الناس المعروفين بأماناتهم وإتقانهم القدرة على وصف الأغنية والكلام.

وتعد العيطة أهم وسيلة فنيَّة استُخدمت لمقاومة الاحتلال الفرنسي للمغرب (1956-1912)، فإن فن "العيطة" الشعبي عانى عقوداً الإقصاء والاحتقار، باعتباره فناً نابعاً من عمق البادية، الذي عانت ثقافته عموماً الإقصاء، في وقت كان يُولى فيه الاهتمام إلى الفنون الحضريَّة فقط، إضافة إلى النظرة الدونيَّة التي ارتبطت بذلك الفن، التي كرَّست الصورة النمطيَّة لـ"الشيخات" (مغنيات فن العيطة)، باعتبارهن مهمّشات دفعت بهن ظروفهن الاجتماعيَّة إلى الخروج على الإطار الأخلاقي للمجتمع المغربي، بامتهان الدعارة واعتماد حياة المجون.

ويعود أصل كلمة "عيطة" في العاميَّة المغربيَّة إلى "العياط"، وتعني النداء والاستغاتة بصوت عالٍ، وبالتالي عندما يغني شيوخ فن العيطة كأنهم ينادون على أسلافهم من أجل مد يد العون إليهم والتبرُّك بهم، كما شكّل ذلك الفن إطاراً تعبيرياً عن الواقع القروي البسيط ومعاناته في بنيَّة جغرافيَّة تعاني الإقصاء وصعوبة العيش.

في الوقت الذي يُجمع فيه الباحثون في فن العيطة على كون هذا التعبير الفني ضارباً في قدم تاريخ الحضارة المغربيَّة العريقة، إلا أن أحداً لم يتمكّن من تحديد الحقبة التاريخيَّة التي انطلق فيها، نظراً إلى كونه تعبيراً فنياً شفاهياً بالأساس.

ويعتبر حسن نجمي أن فن العيطة بشقيه الشعري والموسيقى "ظل بلا تاريخ مكتوب"، حاله حال فنون عدة، "وعدم وجود ذلك التاريخ المكتوب لا يعني أن هذا التاريخ لم يكن موجوداً فعلياً، خصوصاً في إطار محدوديَّة الإمكانات التي توفرها المصادر الرسميَّة لتاريخ المغرب"، باعتبار أن المؤرخين المغاربة القدماء، شأنهم شأن مؤرخي كل من الأندلس والمشرق العربي، كانوا يعانون بدورهم "نزعة سُمُوِّ التدوين التي كانت ترى أن المكتوب لا ينبغي أن يتضمن، مبدئياً، إلا اللغة العربيَّة الصافيَّة".

ونقدم لكم اليوم فن الأجداد من العيطة ، الذي لا يزال يحتل مكانًا راسخًا في وسط المشهد الموسيقي المغربي الذي تغنته موجة معاصرة قادمة من مكان آخر.

حرفيا "الصرخة" ، "النداء" ، تخللت العيطة حياة سكان الريف خلال الاحتفالات والحفلات والمواسم ، واتخذت "العيطة"، التي كانت في الوقت نفسه صرخة حب وأمل ونداء بالتغلب على الذات، طابعاً حازما من المعارضة والمقاومة أيضا.

وفي هذا الصدد، أسهمت العديد من الشخصيات الأسطورية إسهاما رائعا في الحقائق التاريخية من خلال أغانيها التي تتميز بإيقاعات ممتعة وحيوية.

ولإمتاعكم وإلهامكم مع فن العيطة ، إليك مجموعة موسيقية لطيفة من العيوط :

 

**حاحتي فڭريني للشيخة خربوشة : وهي أيقونة للموسيقى المغربية الشعبية "عيطة"، في سهول دكالة عبدة في القرن التاسع عشر، وبرزت هذه المرأة بقوة صوتها في العيوط ، ونددت على وجه الخصوص باستبداد القوة الاستعمارية الفرنسية.

 

 

**آيلي آيلي للحاجة حليمة والتي تدعى دائما «شيخة سرية»، وهي مرجع أساسي لفن العيطة، وأحد الأسباب الرئيسية التي تثير اهتمام الناس الذين يستمعون إليها هو ارتباطهم ببعض الأغاني التي تغني بها بلا كلل هذه المرأة المتحمسة مقتنعة بأن أول الحب هو الأبدي.

 

 

**إيلا شفتو لغزال لفاطنة بنت الحسين والتي تنحدر من منطقة سيدي بنور التابعة لدكالة عبدة، وهي شخصية رمزية للعيطة ابتدأت الغناء في سن مبكر في الأعراس و الأفراح رغم رفض عائلتها لذلك. بدأت مشوارها في مدينة اليوسفية حيث انتقلت إلى فرقة الشيخ المحجوب و زوجته الشيخة خديجة العبدية .

 انتقلت فاطنة بعد شهرتها إلى الغناء مع فرقة أولاد بنعكيدة و سجلت معهم أكثر من 200 أغنية  من الثرات المغربي سواء قصائد و براول العيطة ، أو غناء شعبي. توفيت فاطنة بنت الحسين يوم 6 أبريل 2005 عن سن يناهز 70 سنة.

 

 

 

 


إقــــرأ المزيد