مع اقتراب الدخول المدرسي.. هل يُعوّض الدعم المالي مليون محفظة؟

قرّرت الحكومة تعويض المبادرة الملكية الرائدة "مليون محفظة"، حيث سيتم صرف مبالغ مالية إضافية للأسر المستفيدة من نظام الدعم الإجتماعي المباشر برسم كل ابتداء من الموسم الدراسي الجديد.

قيمة الدعم للأسر

حُدّدت المبالغ التي ستُمنح للأسر في إطار إعانات الحماية من المخاطر المرتبطة بالطفولة، في 200 درهم للأسر التي يتمدرس أبناؤها بالسلك الإبتدائي أو الثانوي الإعدادي، في حين سيتم منح 300 درهم للأسر التي يتابع أبناؤها دراستهم بالسلك الثانوي التأهيلي، في حدود ستة أولاد، على أن تصرف مرة واحدة شهر شتنبر من كل سنة.

وفي هذا الصدد، أكد الخبير الإقتصادي "محمد جدري"، في تصريح صحفي، أن إلغاء مبادرة "مليون محفظة" يعكس توجه الدولة نحو الإنتقال من الدعم غير المباشر إلى الدعم المباشر للأسر المغربية. مُعتبرا أنه "قرار أفضل".. لأنه يمنح الأسر حرية اختيار ما يحتاجه أبناؤها.

ويرى "جدري"، أن مبلغ 200 درهم قد لا يكون كافيا، لكنه يظل "أفضل من لا شيء"، مُسجلا أن الحكومة لا تستطيع تقديم مبلغ أكبر للأدوات المدرسية.

تذمّر واستياء أولياء الأمور

عبّر أمهات وآباء التلاميذ عن استيائهم من قرار تعويض المبادرة الملكية "مليون محفظة" بالدعم المالي المباشر، وأكدوا أن أن مبالغ التعويض لا تكفي في الظرفية الحالية التي تتسم بالغلاء لتوفير كل لوازم المحافظ المدرسية. 

وبحسب أولياء أمور التلاميذ، فإنه حتى حينما كانت مبادرة المحافظ قائمة، كانت العائلة رغم ذلك تضطر لشراء هذا الكتاب أو ذاك إلى جانب الأدوات المدرسية الأخرى، متسائلين عما سيكون عليه الوضع لو انضافت إلى هذه المصاريف كل الكتب واللوازم التي تزداد سنة بعد الأخرى.

فيما رحّب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب "نور الدين عكوري"، بهذا القرار وقال إنه "سينصف العائلات بحيث سيتوجه للمعوزين منها". مُوضحا أن عملية تسليم الكتب كانت رهينة بأن يسلمها في البدء تلاميذ المستويات السابقة وهو الأمر الذي لم يكن يتم في سلاسة، وكانت العائلات تضطر في كثير من الأحيان إلى اقتناء بعض الكتب التي لم تعد صالحة للإستعمال بعد تسلمها.

واعتبر "عكوري"، في تصريح صحفي، أن إلغاء مبادرة المحافظ أتى بجديد مقابل ذلك لا يتعلق فقط بالمستويات الإبتدائية، بل امتدت لتشمل المستويين الإعدادي والثانوي.

المبادرة الملكية "مليون محفظة"

انطلقت هذه العملية عام 2008، وتتمثل في توزيع محافظ تحتوي على كافة الكتب المدرسية والأدوات والدفاتر التي سيحتاجها التلاميذ في بداية العام الدراسي.

وتتولّى وزارة الداخلية السهر على قيادة العملية، بالتعاون الوثيق مع وزارة التربية الوطنية. وقد زاد عدد المحافظ الموزّعة بشكل كبير على مر السنين، حيث وصل إلى 4.8 مليون وحدة بالنسبة للعام الدراسي 2023-2024، أي 5 أضعاف الرقم الذي انطلقت به المبادرة.