X

تابعونا على فيسبوك

هذا فحوى الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في مؤتمر الهجرة بمراكش

الاثنين 10 دجنبر 2018 - 14:41
هذا فحوى الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في مؤتمر الهجرة بمراكش

بمناسبة افتتاح أشغال المؤتمر الحكومي الدولي من أجل المصادقة على الإتفاق العالمي حول الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية الإثنين 10 دجنبر، وجه جلالة الملك محمد السادس، رسالة للمشاركين في هذا المؤتمر تلاها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.

وأكد جلالة الملك، أنه ليس هناك مكان أنسب وأكثر رمزية لإحتضان لقاء تاريخي كالذي نجتمع في إطاره اليوم، أفضل من إفريقيا، أرض التنقلات البشرية الأولى، ومن المغرب، أرض الهجرة والعبور والإستقبال، ومن مراكش بالتحديد التي ظلت على الدوام ملتقى لمختلف الثقافات. لذا يسعدنا، أن نرحب بكم هنا، في مدينة مراكش، على أرض إفريقيا بمزيج من الإعتزاز والتواضع. مشيدا بالممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالهجرة الدولية، لويز آربور، ومعها كل الشخصيات التي حملت مشعل هذه القضية.

وأوضح جلالته، أن اهتمام المملكة المغربية بمسألة الهجرة ليس وليد اليوم ولا يرتبط بظرفية طارئة، بل هو نابع من التزام أصيل وطوعي، يجد تجسيده الفعلي في سياسة إنسانية في فلسفتها، شاملة في مضمونها، وعملية في نهجها، ومسؤولة في تطبيقها. مضيفا أن رؤيتنا تقوم أساسا على استشراف المستقبل، بما يضمن تنظيم حركية الأشخاص. أما مقاربتنا، فتهدف إلى تحقيق توازن سليم بين الواقعية والطوعية؛ وبين المصالح المشروعة للدول، واحترام الحقوق الإنسانية للمهاجرين. فقد أدى نجاح هذه المقاربة، على المستوى الوطني، بأشقائنا الأفارقة، إلى تكليفنا بمهمة "رائد الإتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة". كما أفضى أيضا، إلى بلورة "الأجندة الإفريقية للهجرة"، التي تم اعتمادها بالإجماع، في قمة الإتحاد الإفريقي، المنعقدة في يناير 2018.

وأوردت الرسالة الملكية، أن الميثاق العالمي، يظل لحد الآن، مجرد وعود، سيحكم التاريخ على نتائجها. فالوقت ما يزال مبكرا للإحتفال بنجاحها. ويبقى التحدي بالنسبة لهذا المؤتمر، هو إثبات مدى قدرة المجتمع الدولي، على التضامن الجماعي والمسؤول بشأن قضية الهجرة. ولهذه الغاية، يتعين احترام الحق السيادي لكل عضو، في تحديد سياسته الخاصة في مجال الهجرة وتنفيذها. ومن واجبنا أيضا، أن نبرز بأن تعددية الأطراف تتنافى مع سـياسة المقعد الفارغ، ومع التهرب من المسؤولية، واللامبالاة. بل تتطلب تضافر الجهود، والإلتزام في إطار الإختلاف. فالتحدي الذي يتعين على هذا المؤتمر رفعه، يتجلى في تغليب منطق الوحدة على الشعبوية، بمختلف أشكالها، ورفض سياسة الإنغلاق، واعتماد الحوار والتعاون الدولي للتوصل إلى حلول بناءة، لكسب الرهان الكبير لهذه الظاهرة.

فالميثاق العالمي ليس غاية في حد ذاته، ولا يستمد معناه الحقيقي إلا عبر التنفيذ الفعلي لمضامينه. وهذا بالذات ما يجعل من مؤتمر مراكش نداء من أجل المبادرة والعمل، قبل أي شيء آخر. وقد استجابت إفريقيا لهذا النداء. فهي لا ترضى بأن تظل على الهامش، وتكتفي بموقف المتفرج. وبالتالي فإفريقيا لن تكون مجرد موضوع للميثاق العالمي، بل ستكون فاعلا رئيسيا في تنفيذه. إن الصفحة التي نكتبها اليوم في سجل التاريخ هنا في مراكش تعد مبعث فخر للمجتمع الدولي الذي أضاف بذلك خطوة أخرى، نحو إقامة نظام جديد للهجرة، أكثر عدلا وأكثر إنسانية.


إقــــرأ المزيد