X

تابعونا على فيسبوك

وسيله إعلام بريطانية تصف الخطوة الجزائرية تجاه المغرب بـ"المناورة القديمة"

السبت 04 شتنبر 2021 - 09:01
وسيله إعلام بريطانية تصف الخطوة الجزائرية تجاه المغرب بـ

أفادت شبكة الأخبار البريطانية الـ "بي. بي. سي"، في مقال نشرته على بوابتها الإلكترونية بعنوان "لعبة الإتهامات الجزائرية تحيل على أزمة سياسية عميقة"، بأن جعل المغرب كبش فداء هو مناورة جزائرية قديمة غايتها صرف الإنتباه عن "الفشل الذريع" للنظام الجزائري في تدبير الإخفاقات الداخلية، من قبيل حرائق الغابات، وباء "كوفيد-19" والبطالة.

وأوضحت الـ "بي. بي. سي"، أنه "إذا كانت التسمية الرسمية للدولة الجزائرية تشتمل على كلمتي "ديمقراطية" و"شعبية"، فهي ليست لا الأولى ولا الثانية. هكذا، ومن أجل وصف الوضع في الجزائر، أجرى كاتب المقال مقارنة مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، المعروفة باسم كوريا الشمالية، التي تعد دولة شمولية. مضيفة "إذا سألت أيا من آلاف الأشخاص الذين نزلوا إلى الشوارع في الجزائر منذ العام 2019، فسيتفقون على أن نظامهم ليس ديمقراطيا ولا شعبيا".

وتابعت الشبكة البريطانية: "سيقولون إن بلادهم تحكمها عصابة منذ عقود، مع عسكريين يمسكون بزمام الحكم خلف غطاء مدني، بينما يقومون باستغلال المورد النفطي في البلاد لملء جيوبهم". مؤكدة أن المتظاهرين سيوافقون، أيضا، على أن الإنتخابات البرلمانية والرئاسية المتتالية هي "خدعة" تهدف إلى إضفاء الشرعية على النظام الحاكم. معتبرة أن السمة الأخرى التي تميز "الجمهورية الديمقراطية الشعبية"، هي أنه خلال كل أزمة وطنية، يكون أول رد فعل للحكومة هو إلقاء اللوم على الأجانب أو "الطابور الخامس". 

هكذا وإزاء الأزمات الداخلية التي تتعاقب على البلاد، اتهم النظام الجزائري "جاره وغريمه الإقليمي القديم، المغرب"، بإثارة الإضطرابات في الجزائر، معلنا في أعقاب ذلك عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط. مسجلة أن الإنتقادات سرعان ما توالت، معتبرة أن "جعل المغرب ومجموعات وطنية معارضة بمثابة كبش فداء هو مناورة قديمة غايتها صرف الانتباه عن الفشل الذريع للنظام في التعامل مع القضايا الداخلية، من قبيل حرائق الغابات، وباء كوفيد-19 والبطالة". عندما تعرضت الجزائر الشهر الماضي لموجة من حرائق الغابات التي أتت على آلاف الهكتارات وأودت بحياة 90 شخصا على الأقل، كان أول رد فعل للحكومة هو توجيه أصابع الإتهام، بدون أي دليل، لـ "مشعلي الحرائق" ووعدت بتعقبهم.

وأبدت وسيلة الإعلام إنجليزية، استغرابها من أن النظام لم يتحدث لا عن التغير المناخي أو المعطي الذي يفيد بأن مثل هذه الحرائق مستعرة بمنطقة الحوض المتوسطي. مردفة أن رد الفعل كان مشابها عندما ظهرت التفاصيل المروعة لإعدام جمال بن إسماعيل، 37 عاما، وحرق جثته، والذي كان قد حل بمنطقة القبائل لمساعدة مواطنيه على إخماد الحرائق. مشيرة إلى أن السلطات اعتقلت عشرات الأشخاص - نحو 80 وفقا لآخر إحصاء - ووجهت لهم تهم التورط في الجريمة، قبل أن يتم عرضهم على شاشات التلفزيون الرسمي وهم مقيدون أثناء إدلائهم بالاعترافات. الإعترافات "الملائمة للغاية" بالنسبة للنظام الجزائري، بالنظر إلى أنها تورط منظمة سياسية محلية صنفها النظام مؤخرا على أنها جماعة إرهابية.

وتناضل هذه المنظمة، المعروفة اختصارا بـ"الماك"، من أجل استقلال منطقة القبائل، المنطقة ذات الغالبية الأمازيغية في شمال الجزائر، والتي كانت الأكثر تضررا جراء الحرائق. وأكدت الـ "بي. بي. سي" أن "غضب المتظاهرين ينبع من عجز الدولة منذ الاستقلال، على توفير الحياة الكريمة والحريات السياسية لمواطنيها". كما أن هناك معطى خاصا آخر تتعلق بـ"الجمهورية الديمقراطية الشعبية"، وهي أن الشعب نادرا ما يثق في الأطروحات التي تنقلها وسائل الإعلام الحكومية، موضحة أنه نتيجة لذلك، لم يتوقف الجدل حول من كان وراء جريمة القتل الوحشي لابن إسماعيل.

ووفقا للشبكة البريطانية، في الشهر الماضي، بينما بلغت حالات العدوى بفيروس "كوفيد-19" ذروتها في سياق الخصاص الحاد في الأكسجين، أصدرت الحكومة توجيهات لوسائل الإعلام قصد خفض منسوب "الأخبار السيئة"، معتبرة أن الأمر يتعلق بـ"مناورة مقتبسة من مرجع الدول الشمولية الرامية إلى تحميل وسائل الإعلام المسؤولية عن إخفاقات النظام".

وأعلنت الحكومة الجزائرية الأسبوع الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، متهمة المملكة بإشعال الحرائق بدعم من إسرائيل.


إقــــرأ المزيد