الكنبوري لـ "ولو.بريس": "المغرب لن يستفيد شيئا من فتح الحدود مع الجزائر...وبوتفليقة لا يحكم وإنما يحكم به..ونظام الجنرالات اليوم في ورطة حقيقية "
الجيلالي الطويل
خرج الملك محمد السادس، على المغاربة أمس الثلاثاء 6 نونبر الجاري، بخطاب اختلفت لهجته ونبراته وعباراته السياسية عن باقي الخطابات الملكية في مثل هكذا مناسبة.
والملفت في هذا الخطاب، هو أن الملك وكعادته في توجيه الرسائل المباشرة دون "لف ولا دوران"، دعا الجارة الشرقية (الجزائر) إلى حوار مباشر وفعال من أجل تذويب جليد السنوات الخوالي.
والغريب أيضاً هو أن العاهل المغربي، ورغم لهجته المباشرة وعباراته التي لم تخلو من ود ومحبة للجزائر، لم يذكر قضية الصحراء المغربية، ولم يتحدث عن صراعاتها الخفية و المعلنة.
وكعادتها وكما عودت قراءها ومتتبعيها، قامت "ولوبرس"، بربط الإتصال بالأستاذ إدريس الكنبوري، الأكاديمي والمحلل السياسي، من أجل تفكيك مضامين الخطاب الملكي، ومعرفة كنه رسائله السياسية وعمقها الإستراتيجي.
ماهي الرسائل المستبطنة التي أراد الخطاب توجيهها فيما يخص السياسة الخارجية ؟
أعتقد أن هذا الخطاب هو استمرار للخطابات الملكية السابقة، التي يؤكد من خلالها (الملك) على إصراره فتح الحدود مع الجزائر، وأن العلاقات ممكن أن تتطور لصالح المنطقة المغاربية برمتها.
وأنا، من جانبي أعتقد أن الخطاب فيه نوع من المرارة من الموقف الجزائري، لأن إغلاق الحدود عام 1994 كان في عهد الراحل الحسن الثاني، واليوم هناك ملك جديد يقوم دائماً بتوجيه الدعوات للجزائر ويخبرهم بأن المغرب يعيش مرحلة جديدة بملك جديد، يسعى إلى طي الخلافات التقليدية.
وفي مقابل حسن نية المغرب في تذويب وتجاوز الخلافات، أرى أن الجزائر لازالت مصرة على نفس موقفها، ذلك لأن قرار إغلاق الحدود كان نابعاً منذ البداية من توجهاتها، بينما كان المغرب رافضاً لذلك.
في نظركم من المستفيد الأكبر من فتح الحدود بين المغرب و الجزائر ؟
أنا أرى أن المستفيد الأول من فتح الحدود بين المغرب والجزائر هو الشعب الجزائري، وهذا ما تحاول القيادة الجزائرية غض الطرف عليه، لأنها تعي تماماً ما يعنيه فتح الحدود بين البلدين.
وأريد ان أشير هنا إلى أن المغرب في حال تم فتح الحدود بينه وبين الجزائر، فلن يستفيد أي شيء، عكس ما ستستفيد الجزائر كما أشرت سابقاً.
وفي ذات السياق، أريد أن ألفت النظر إلى ان الملك محمد السادس، وإثر رجوعنا إلى الإتحاد الإفريقي، كان قد أعلن من هناك ان إتحاد المغرب العربي (المغرب، تونس، الجزائر، ليبيا، موريطانيا)، قد انتهى.
وأشار العاهل المغربي، إلى أن الموت السريري الذي تعرض له الإتحاد، كان بسبب الموقف الجزائري.
ماهي التوجهات الإستراتيجية التي حملها الخطاب فيما يخص السياسة الخارجية؟
أعتقد ان المغرب قد تطور بطريقة ملفتة، حيث استطاع أن يغير أولوياته فيما يخص سياسته الخارجية، وذلك بتوجهه إلى القارة الإفريقية، وما أكد هذا التغيير هو العودة إلى حظيرة الإتحاد الإفريقي.
وأوضح هنا أن عودة المغرب إلى حضن الإتحاد الإفريقي، فيها رسائل يريد أن يقول من خلالها (المغرب للجزائر)، أن كل مايهمه من الجزائر ليست الإستفادة لانه لن يستفيد منها شيء، ولكن يريد أن يعم السلام و الأمن بالمنطقة ككل، و التضامن و الشراكة الإقتصادية.
ويتضح أيضاً من الخطاب أن المغرب يوجه دعوة فيها نوع من المرونة و الذكاء، بحيث لا يريد أن يربط قضية الصحراء المغربية، بالموقف الجزائري، وكأننا نريد أن نقول بأن الذي يجب عليه ان يغلق الحدود هو المغرب وليست الجزائر التي صنعت البوليزاريو.
ماهي الرسائل المضمرة التي حملها الخطاب للدبلوماسية الحزبية الجزائرية ؟
يجب أن نعرف شئياً مهماً، وهو ان السياسة الخارجية للبلدان تصنعها الأنظمة وليس الحكومات، أو الأحزاب أو المجتمع المدني، لكن أعتقد ان الخطاب لمح إلى تحرك الدبلوماسية الشعبية، حيث يمكنها ان تقوم بالضغط على النظام الجزائري من داخل الجزائر.
وأنا أعتقد أن أصوات الأحزاب، والنقابات، والمتقفين، والمواطنين يمكنهم أن يقوموا بالضغط على النظام الجزائري داخل الجزائر، لأن هؤلاء يرون أن مصلحتهم مع المغرب، وأن فتح الحدود سيمكن من وصل حبل الود بين الأشقاء.
وأختم بأن ضغط كل الهيئات التي ذكرت، ستبين أن نظام الجنرالات في ورطة حقيقة، وأن بوتفليقة لا يحكم وإنما يحكم به، لأنه إنسان مريض وعاجز، وإذا كان النظام يتشبث بإنسان مريض فهو أيضاً مريض.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 10:02 مندوبية التخطيط: تراجع معدل التضخم إلى 0.7 في المائة
- 09:42 رحيمي يتفوق على صلاح في الأكثر تسجيلا للأهداف في عام 2024
- 09:32 ثلاث سنوات سجنا للمتهمين بالتحرش بفتاة في كورنيش طنجة
- 09:23 انهيار سور بفاس يرسل 6 أشخاص إلى المستعجلات
- 09:14 أسعار صرف أهم العملات الأجنبية ليوم الجمعة
- 09:12 وهبي: المحاماة تواجهها الكثير من التحديات وعلى رأسها الرقمنة
- 09:05 محمد الخامس.. السلطان المقاوم