تحليل نتائج انتخابات مجلس المستشارين وسقطة "البيجيدي"

أبرز الدكتور "عبد العزيز قراقي"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، تعليقا على نتائج انتخابات مجلس المستشارين، أن تكرار سيناريو تصدر التحالف الثلاثي بمجلس المستشارين، بـ63 مقعدا كان متوقعا ومنطقيا، خاصة بعد اكتساحه الإقتراع الخاص بمجلس النواب الذي تصدرته بـ270 مقعدا، لتكون بذلك ضمنت الأغلبية في مجلسي البرلمان، علما أن التحالف الأغلبي ذاته تصدر انتخابات الغرف المهنية، وكذا المجالس الترابية.

واعتبر "قراقي"، أن هزيمة حزب "العدالة والتنمية" في انتخابات مجلس المستشارين وحصوله على 3 مقاعد فقط على مستوى جهات البيضاء – سطات وفاس – مكناس وسوس – ماسة كانت متوقعة، بكون آلة الحزب تجمدت بشكل كبير جدا، والأمر يتطلب لجراحة دقيقة، من بينها إبعاد الوجوه القديمة من قيادة الحزب بشكل نهائي، بعدما فقد ثقة الجميع. مشددا على أن "البيجيدي" مطالب بمراجعة فلسفته تجاه باقي التنظيمات السياسية بالمغرب، وإعادة ترتيب أوراقه في ما يتعلق بالمشهد السياسي الوطني ومراجعة طريقة حواره مع المغاربة قصد تصحيح منحى العلاقات، عبر تقديم أسماء جديدة قادرة على إصلاح هذه الأمور وهذا الأمر يتطلب سنوات لإنعاش الحزب.

من جهته، أكد المحلل السياسي "حسن بلوان"، أنه لا مفاجآت في نتائج مجلس المستشارين، حيث كان متوقعا حصول التحالف الثلاثي "التجمع الوطني للأحرار" و"الأصالة والمعاصرة" و"الإستقلال"، على أغلبية مريحة، خاصة بعد اكتساحهم الإقتراع الخاص بمجلس النواب.

وبحسب المحلل السياسي، فإن حصول حزب "العدالة والتنمية" على 3 مقاعد فقط مسألة عادية، بكون آلة الحزب تجمدت بشكل كبير جدا، منذ انتخابات 8 شتنبر.

وفي سياق متصل، عبرت الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" في بلاغ لها، عقب اجتماعها 06 أكتوبر الجاري، عن استغرابها من الأصوات التي حصل عليها مرشحو الحزب والتي تتجاوز بشكل كبير وغير مقبول الأصوات التي تعود لحزب "العدالة والتنمية" أو التي من الممكن أن تؤول له من خلال تنسيقه مع حزب "التقدم والإشتراكية" محليا، ولا تتناسب مع النتائج المعلن عنها في اقتراع 8 شتنبر التي سبق للحزب أن عبر عن موقفه منها. وتستهجن الأمانة العامة في هذا السياق، الممارسات غير المقبولة التي أدت لحصول لوائح مرشحي الحزب على ذلك العدد من الأصوات.

كما أكدت الأمانة العامة لـ"البيجيدي"، بأن الحزب غير معني بالعضوية في مجلس المستشارين، وتدعو مرشحي الحزب الذين تم إعلانهم "فائزين" لتقديم استقالاتهم من عضوية المجلس وفق المسطرة القانونية الجاري بها العمل.