"كمال الودغيري".. العالم المغربي بـ"ناسا" الذي قادته الأقدار من فاس نحو سبر أغوار المريخ
فهد صديق
أعجب منذ صغره بشساعة الكون وألغازه، فحقق حلمه بالتواجد في أكبر الوكالات الرائدة في مجال الإستكشافات الفضائية، إنه المهندس "كمال الودغيري"، العالم المغربي الوحيد في إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا"، والذي نجح برفقة فريقه في هبوط المسبار "إنسايت" بسلام على سطح المريخ بعد رحلة استغرقت ستة أشهر، ما أهله لنيل ميدالية "الخدمة الإستثنائية" المرموقة من الوكالة الأمريكية، عرفانا بإنجازاته المتواصلة وإسهاماته المتعددة في مشاريع وبرامج الوكالة، فضلا عن العديد من الجوائز التقديرية منها 39 جائزة للتميز حسب الفريق، مما يجعله رسميا أحد أكثر المتوجين من طرف "ناسا" خلال العشرين سنة الماضية.
وعن هذا التتويج يقول الودغيري: "إنه لشرف عظيم أن أحصل على ميدالية ناسا للخدمة الإستثنائية. لقد كانت رحلة عمل رائعة إلى جانب العديد من العقول البارعة التي ساهمت في مهمات ناسا". مضيفا "أعمل عن كثب مع علماء من مراكز ناسا المختلفة في مجالات الإتصالات وعلوم الراديو والرادار وتقنيات الكم لتطوير الجيل القادم من المركبات الفضائية والبنية التحتية الأرضية الضرورية، لدعم أهداف بعثات الفضاء البشرية والروبوتية المستقبلية التابعة لناسا".
بيوغرافيا
في سن الثامنة عشرة سنة، حل المغربي "كمال الودغيري"، ابن مدينة فاس، بالولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا بلوس أنجلس، وهو لا يعرف من اللغة الإنجليزية سوى كلمات تعد على رؤوس الأصابع، زاده شهادة الباكالوريا وعشق المجرات والنجوم، والإصرار على النجاح وتحدي كل العوائق، هناك تابع دراساته العليا في الإتصالات في جامعة جنوب كاليفورنيا، حيث تفتقت موهبته العلمية متفوقا في ذلك عن بقية زملائه.
وبدأ معراج الشاب المغربي صوب المجد عام 1993، فبعد سلسلة من الإختبارات والمقابلات المهنية العسيرة، اختير إلى جانب خمسة آخرين من بين 5000 مرشح للإشتغال في مختبر الدفع النفاث في باسادينا، الذي يعد أحد أهم مراكز البحث التابعة لوكالة الفضاء الدولية "ناسا"، وكان من بين أفراد الطاقم العلمي الذي أشرف على هبوط المركبتين الفضائيتين "سبيريت" و"أوبورتيونيتي" على المريخ. وعن هذه التجربة يقول الشاب المغربي: "مررت بالعديد من لحظات اليأس. لمواصلة الدراسة كان يتوجب علي أن أحصل على نتائج جيدة، لكن في المغرب المدارس الجيدة مكلفة جدا. أنا من عائلة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة ولذلك ذهبت إلى مدارس عادية، مدارس حكومية".
وخلال مسيرته المهنية، حصل العالم المغربي على العديد من الجوائز أبرزها توشيحه من طرف جلالة الملك محمد السادس بوسام العرش سنة 2012، وكذا نيله "جائزة قيادة الأفراد" التي تكرم المهارات القيادية المتميزة الضرورية لإستمرار نجاح مهام الإستكشاف التابعة لـ"ناسا"، مؤكدا أن هذه الجوائز المرموقة والمهام الرفيعة التي أنجزها، لم تزده إلا تواضعا، حيث قال: "عند الحديث عن تجربتي، ينصرف قصدي في المقام الأول الى إعطاء الشباب المغاربة جرعة أمل، وفي نفس الوقت، إيصال رسالة مهمة إليهم مفادها أن التواضع فضيلة وأن الشخص يتوقف عن التعلم حين يحيد عنها". حسب تعبير الودغيري.
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 19:03 الجواهري: المغرب بصدد اعتماد مشروع قانون بشأن العملات المشفرة
- 18:43 جلالة الملك: الأوضاع المأساوية بالأراضي الفلسطينية تتطلب تدخلا حاسما
- 18:37 رئيس الحكومة يترأس اجتماع اللجنة الوزارية لقيادة إصلاح منظومة الحماية الاجتماعية
- 18:29 نمو في رقم معاملات المكتب الشريف للفوسفاط
- 18:15 مؤثرون يتهربون من الرقابة المالية عبر منصات "بيتكوين"
- 18:03 البوليس الإسباني: التعاون مع المغرب كان حاسما في تفكيك خلية إرهابية لداعش
- 17:33 دين خزينة المملكة يفوق 1.071 مليار درهم