محلل سياسي: "تصريح مزوار حول الوضع في الجزائر خطير وغير محسوب"
بعد تقديمه استقالته من رئاسة "الإتحاد العام لمقاولات المغرب"، عقب تصريحه حول الوضع في الجزائر، اعتبر الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عبد الرحيم المنار اسليمي، أن "تصريح صلاح الدين مزوار حول خطير وغير محسوب". مشددا على أن "الأمر يتعلق بتصريح شخصي لا يلزم الدولة في شيء، وبيان وزارة الخارجية واضح بأنه يحمل مزوار مسؤولية تصريحه الشخصي الذي لا يلزم الدولة، والخطير أن هذا التصريح يأتي في وقت تعيش فيه هذه العلاقات نوعا من الهدوء منذ سقوط نظام بوتفليقة".
وأكد اسليمي، أن ما صدر عن مزوار، "يثير تساؤلات كثيرة حول توقيت هذا التصريح داخل منتدى يجمع العديد من السياسيين والإقتصاديين والخبراء من مجموع دول العالم، فصلاح مزوار هنا يدلي بتصريح شخصي رغم صفته السابقة كوزير خارجية سابق، ورئيس لأكبر تجمع اقتصادي ومالي في المغرب (الإتحاد العام لمقاولات المغرب)، من المفترض أن يتحدث في القضايا الإقتصادية إذ لم يسبق لرئيس تجمع اقتصادي أن أدلى بتصريح سياسي بهذا الشكل الخطير، والغريب أنه يرتكب خطأ كبيرا رغم كونه رئيس سابق للدبلوماسية المغربية يفترض فيه التحفظ في تصريحاته، ويفترض فيه أن يضع أمامه مبدا يشتغل به المغرب وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فالسياسة الخارجية المغربية يعرف الجزائريون جيدا أنها مبنية على احترام حسن الجوار ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
وأضاف المحلل السياسي، أن "دعوة مزوار الجيش الجزائري أمام ملتقى دولي بأن يتقاسم السلطة يعد تصريحا خطيرا قد يتم توظيفه من طرف السلطات الجزائرية رغم معرفتها بأن القاعدة الأساسية في السياسة الخارجية مبنية على عدم التدخل وأن تصريح أشخاص بدون مسؤولية لا يلزم الدولة، والتصريح خطير وشخصي يلزم صاحبه وقد يستعمله الجيش الجزائري في الأزمة وقد تابعنا طريقة رد قائد الجيش منذ أيام على بعض أعضاء البرلمان الأوروبي، ولاحظنا كيف تجنبت شخصيات دبلوماسية سابقة من دول كثيرة عدم التعليق على الوضع في الجزائر، لأنهم يدركون جيدا حساسية الجزائريين اتجاه التصريحات الخارجية". مشيرا إلى أن مزوار "ارتكب خطأ شخصيا كبيرا في ظرف دقيق توجد فيه نفسية قائد الجيش في ظرفية نظرا لإستمرار الإجتجاجات للأسبوع الرابع والثلاثين على التوالي، وفي وقت يبحث فيه قائد الجيش عن أي ورقة لتوظيفها في الأزمة الداخلية".
واختتم المتحدث ذاته قائلا: "شخصيات دبلوماسية سابقة كثيرة مغاربية وعربية فرنسية وأمريكية تجنبت الدخول في توصيفات للأزمة الجزائرية، لكونها تدرك جيدا طبيعة نفسية السلطات المدنية والعسكرية الجزائرية، ولا أعرف كيف لم ينتبه دبلوماسي سابق يفترض فيه أن السنوات التي قضاها في وزارة الخارجية علمته قاعدة قانونية تقوم على مبدأ عدم التدخل وقواعد سيكولوجية مرتبطة بمعرفة نفسية الحكام في لحظات الأزمات".
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد أفادت في بلاغ لها بأن حكومة صاحب الجلالة تشجب التصرف "غير المسؤول والأرعن والمتهور" لصلاح الدين مزوار، رئيس "الإتحاد العام لمقاولات المغرب"، الذي اعتقد أنه يتعين عليه التعليق على الوضع الداخلي بالجزائر خلال مؤتمر دولي منعقد بمراكش. موضحة أن هذا التصريح أثار تساؤلات على مستوى الطبقة السياسية والرأي العام بخصوص توقيته ودوافعه الحقيقية.
وأبرز البلاغ، أن الإتحاد العام لمقاولات المغرب "لا يمكنه الحلول محل حكومة جلالة الملك في اتخاذ مواقف حول القضايا الدولية ولاسيما التطورات في هذا البلد الجار"، مضيفا أن موقف المملكة المغربية بهذا الخصوص "واضح وثابت". مردفا "والواقع، أن المملكة المغربية قررت التمسك بنهج عدم التدخل إزاء التطورات بالجزائر. إن المغرب يمتنع عن أي تعليق بهذا الخصوص. فهو ليس له أن يتدخل في التطورات الداخلية التي يشهدها هذا البلد الجار، ولا أن يعلق عليها بأي شكل كان".
إقــــرأ المزيد
آخر الأخبار
- 21:47 كان السيدات...اللبوءات في مجموعة قوية
- 21:00 نشرة إنذارية: طقس حار ورياح قوية بعدد من مناطق المملكة
- 20:04 بوريطة يبحث مع المفوض الأممي لحقوق الإنسان القضايا ذات الإهتمام المشترك
- 19:34 أنوار صبري يُطالب برفع الدعم الإضافي من الميزانية السنوية لجماعات إقليم سيدي سليمان
- 19:05 وسط صمت المدرجات...التعادل يحسم الديربي البيضاوي
- 19:04 منتخب جنوب السودان يقسو على أسود السلة في تصفيات كأس إفريقي
- 18:37 قرعة دوري الأمم الأوروبية.. نهائي مبكر بين ألمانيا وإيطاليا