X

تابعونا على فيسبوك

لا المال ولا الدين ولا السلطة.. خبير سياسي يحدد عوامل حسم الفوز في الإنتخابات

الجمعة 03 شتنبر 2021 - 21:44
لا المال ولا الدين ولا السلطة.. خبير سياسي يحدد عوامل حسم الفوز في الإنتخابات

في تعلقيه على الإنتقادات الموجهة لبعض الأحزاب حول الممارسات التي ترافق سير العملية الإنتخابية، أكد الخبير والمحلل السياسي "عبد الرحيم العلام"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أنه إذا فاز أحد الأحزاب سيحاول الآخرون تعليق فشلهم على توظيف الفائر لأحد عناصر قوته، وهي إما المال أو السلطة أو الدين.

ويرى "العلام"، أن الأحزاب المتنافسة تحاول إخفاء حقيقة وهي أن لا المال ولا الدين ولا السلطة، هي من تصنع الفوز، وإنما القدرة على التأثير في الشارع، والمصداقية والنضالية. ولفت إلى أن الإتحاد الاشتراكي فاز على حزب "العدالة والتنمية"، و"التجمع الوطني للأحرار"، في انتخابات 1998، و"البيجيدي" فاز سنة 2011 و2016 رغم ما قال إنه "انحياز للسلطة"، ورغم الأموال الضخمة التي قال إنها وظفت من أجل منعه من الفوز، وقد فاز مرشحون ضد أشخاص ينتمون إلى مرجعية إسلامية، وفاز مرشحون فقراء ضد مرشحين أغنياء.

وأوضح المحل السياسي، أنه يمكن للمال، وللدين، ولدعم السلطة التأثير في الإنتخابات التي تعتمد قاعدة انتخابية محدودة (غرف مهنية، تشكيل مجالس، تحالف حكومي...)، لكن في انتخابات تنافس فيها الأحزاب على جلب ود أكثر من 16 مليون ناخب مسجل، لا مجال كبير لتأثير هذه العوامل. وأبرز أن المال يستطيع خلق الإعتقاد بقوة حزب معين، ويستطيع دعم السلطة خلق الإعتقاد برضى السلطة على حزب معين، ويستطيع الدين الحفاظ على قاعدة ثابثة لحزب معين، لكن أكثرية المواطنين لا تكون قناعاتها بناء على المال أو ما تريده السلطة أو ما يروجه حزب عن نفسه من توجه ديني؛ لأنه ثبت، أن هناك الكثير ممن هم في فلك السلطة قد صوتوا لـ"العدالة والتنمية"، وهناك الكثير ممن أخذوا الأموال من المرشحين لكن صوتوا لغيرهم، وهناك الكثير من المتديين ممن لم يصوتوا لـ"المصباح"، بل منهم من يصوت ضده أو يدعو لمقاطعة الإنتخابات برمتها.

وخلص الخبير ذاته، إلى أن الذي يصنع الفوز هو الجاهزية الحزبية، وقدرة الأحزاب على تأطير المواطنين. مردفا أن أكبر منافس للأحزاب السياسية، ليس الدين، ولا المال، ولا السلطة، وإنما هو العزوف عن الإنتخابات، وهذا الأخير له أسباب موضوعية كثيرة، جزء منها تتحمله الأحزاب السياسية نفسها، وجزء آخر تتحمل مسؤوليته ممارسات قام بها النظام السياسي، وجزء منها مرتبط بمحدودية تأثير فعل الإنتخاب في صناعة القرار، وجزء أكبر مرتبط بالإحباطات المتتالية، دون إغفال جانب اللامبالاة طبعا.

وسيكون يوم الأربعاء 8 شتنبر 2021، موعدا لإجراء الإنتخابات العامة بالمغرب لإختيار أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس الجماعات والمقاطعات وأعضاء مجالس الجهات.


إقــــرأ المزيد