ترشيد الماء..هل فهم المغاربة ماذا ينتظرهم؟

في ظل استمرار أزمة الجفاف التي تمتد لعامها السادس في المغرب، وتزامنًا مع تصاعد حدتها خلال أشهر الصيف بسبب الزيادة في الطلب على المياه، شرعت العديد من المناطق والأقاليم المغربية في تطبيق إجراءات حازمة للحد من الإفراط في استهلاك المياه. وقد بلغت هذه التدابير درجة تستدعي قطع الإمدادات المائية مؤقتًا عن بعض المناطق.

تبذير الذهب الأزرق

أصدر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي تقريراً يحذر فيه من الاستغلال المفرط وغير القانوني لموارد المياه في المغرب، مشيراً إلى عدم فعالية التراخيص والمراقبة في مواجهة الضغوط المتزايدة. وأوضح التقرير زيادة كبيرة في استخدام المياه بدون تراخيص، حيث تضاعف عددها بشكل ملحوظ، ووصلت نسبة الآبار غير المرخصة إلى 80 في المئة. كما أشار إلى استخدام بعض المدن لمياه الشرب في سقي المساحات الخضراء والمشاريع السياحية. مما جعل مختلف جهات المملكة اتخاذ تدابير وإجراءات صارمة لترشيد استهلاك المياه.

تدابير صارمة لترشيد الاستهلاك

أعلنت أربع جهات بالمملكة، من بينها الدار البيضاء سطات (الجهة الأكثر سكاناً)، والرباط سلا القنيطرة، وطنجة تطوان الحسيمة (خصوصاً مدينتي الحسيمة والعرائش)، بالإضافة إلى بعض أقاليم درعة-تافيلالت، عن إجراءات طارئة لمواجهة أزمة المياه. وبدأت "شرطة المياه" في بعض المناطق بتطبيق إجراءات لحماية الموارد المائية،

وفي مدينتي سلا والرباط، منعت السلطات استخدام المياه الصالحة للشرب في تنظيف الشوارع وسقي المساحات الخضراء، ووصت باستخدام المياه المعالجة بدلاً من المياه الصالحة للشرب لهذه الأنشطة. كما تم فرض قيود على زراعة العشب الطبيعي وملء المسابح، إلى جانب تنظيم حملات توعية لترشيد استهلاك المياه. وفي بعض المناطق، مثل إقليم تنغير، تم منع زراعة أنواع معينة من المحاصيل لتقليل استهلاك المياه.

وتشمل التدابير الأخرى في مناطق متعددة منع زراعة الخضروات المائية بدون إذن، وتنظيم حملات توعية للتشجيع على ترشيد استهلاك المياه، وتعتبر هذه الإجراءات جزءاً من خطة استراتيجية لمواجهة التغيرات المناخية وضمان استدامة الموارد المائية للأجيال الحالية والمستقبلية.

منازل بلا ماء وحمامات مغلقة

في ظل تفاقم أزمة المياه، شهدت بعض المناطق مثل الدروة وأولاد عبو انقطاعًا مؤقتًا في إمدادات الماء، فيما تم تحديد أوقات جديدة لتزويد المياه في إقليم برشيد والمناطق التابعة له، حيث سيتم قطع المياه من الساعة التاسعة ليلاً حتى الثانية عشرة ظهراً، وذلك ضمن الجهود الرامية للتصدي لمشكلة نقص المياه، وفقاً لما أوردته المنصة الرسمية "الماء ديالنا" التابعة لوزارة التجهيز والماء.

كما أعلنت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش عن وجود اضطرابات متوقعة في خدمة توزيع الماء الصالح للشرب، وذلك يوم الجمعة القادم 23 غشت 2024، ابتداءً من منتصف الليل وحتى الساعة الخامسة صباحًا. خلال هذه الفترة، قد يشهد بعض المواطنين انخفاضًا في ضغط المياه أو قطعه في بعض الحالات.

وفي خطوة مشابهة، قررت السلطات المحلية بجهة الدار البيضاء سطات إغلاق الحمامات لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من الاثنين حتى الأربعاء، مع استئناف نشاطها لبقية أيام الأسبوع. واتخذت مدينة مراكش تدابير مماثلة بإغلاق الحمامات ومحلات غسل السيارات، حيث ستبقى مغلقة خلال نفس الأيام وستفتح من الخميس إلى الأحد. هذه الإجراءات تأتي كجزء من استراتيجية مواجهة أزمة المياه الناجمة عن الجفاف ونقص الأمطار.